الثلاثاء، 10 مايو 2011

بيان جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في إدانة تفجير مراكش الإجرامي

                 بسم الله الرحمن الرحيم


هذا بيان إثر الحادث المهول المؤلم بمقهى أركانة بمراكش الذي روع المسلمين وغيرهم والذي لايصدر إلا عن النفوس الخبيثة التي تنكبت عن الفطرة وعن العقل وعن الكتاب والسنة . ولاشك أن هذا الحدث من جملة الفتن التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفها بالهرج وفسر صلى الله وعليه وسلم الهرج بالقتل وأخبر صلى الله عليه وسلم بأن الفتن ستكون كقطع الليل المظلم . فنعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . ونقول كما قال أحد أئمة السلف وهو ابن أبي مليكة كما ذكر البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الفتن : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا .


هذا الحدث مع الأسف يوصف بأوصاف عديدة وقد تضمن سيئات كثيرة .
السيئة الأولى : ترويع الآمنين ؛ والنصوص جاءت بالنهي  عن حمل السلاح على المسلم .
السيئة الثانية : سفك الدماء ؛ الذي جاءت النصوص القطعية بالنهي عنه ، وأجمعت الشرائع كلها على تحريمه وآخرها شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال الله تعالى : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - سورة النساء: 93 - . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة ).
السيئة الثالثة : الغدر ؛الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، والمنافي للوفاء بالعهود ، قال الله تعالى: (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم )) - سورة النحل : 91 - .
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ). وأعظم حديث ورد في هذا الباب قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لكل غادر يوم القيامة لواء يوم القيامة يعرف به يقال : هذه غدرة فلان ابن فلان ).و لاشك أن الغدر من شيم الضعفاء ومن شيم الخبثاء فيتحايلون على الناس بهذه الأنواع من الحيل فيغدرونهم والعياذ بالله .
السيئة الرابعة : قتل المعاهدين ؛ وهم الذين دخلو بلاد الاسلام بعهد أمان من ولاة الأمور ، قال تعالى : (( من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)). - سورة المائدة :32 - . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة كذا وكذا ).ونفس المعاهد معصومة .
السيئة الخامسة : تخريب الممتلكات ؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كره لكم ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال ) . ولاشك أن في هذا الفعل القبيح من إضاع المال ومن التخريب مالايعلمه إلا الله بدون مبرر وبدون حجة ولا دليل ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذافي شهركم هذا في بلدكم هذا) . وهذا من أواخر كلمه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في خطبته المباركة الشهيرة ، وفيها هذه الأصول العظيمة من تحريم الأموال والدماء والأعراض .


* نختم هذا البيان بتوصيات مهمة :
التوصية الأولى : على الجهات المسؤولة عن التحقيق في الحادث التثبت والتريث حتى لايظلموا جهة معينة؛ فردا كان أو جماعة . وهذا ولله الحمد منهج القرآن ، فالله تبارك وتعالى يقول : (( ولاتزر وازرة وزر أخرى )-سورة الأنعام :164- . ويقول : (( كل نفس بما كسبت رهينة )) - سورة المدثر :38 - .
التوصية الثانية : الضرب على أيدي  الجناة المتورطين في هذا الفعل الشنيع حتى يكونوا عبرة لغيرهم .
التوصية الثالثة : حصر العقوبة في مرتكبي الجريمة وعدم توسيع دائرة الاشتباه .
التوصية الرابعة : التأكيد على رسالة دور القرآن في تربية المتمثلة في تربية النشء وتوعية الأمة ، فهي تحارب كل فتنةوكل تطرف وكل إرهاب سواء كان من جهة اسلامية أو غير اسلامية؛لأن الإرهاب لادين له ولاوطن له،
فيمكن أن يكون في الملاحدة وفي العلمانيين ، ويكون في النصارى وفي اليهود ، فالتطرف لاينبغي أن يلصق فقط بالمسلمين .
التوصية الأخيرة: التحذير من التطرف العلماني والليبيرالي في التضييق على الدعاة إلى الله في نشر رسالة الإسلام السمحة ، فالملتزمون والمستقيمون مواطنون مغاربة مثلهم ، ولهم الحق في نشر دينهم ونشر مبادئهم ، فلا يحق للعلمانيين أن يحتكروا المغرب ، ويقصوا غيرهم ، وهم يزعمون الحرية ويزعمون الديمقراطية وهم أبعد الناس عنها .


فنرجو الله تبارك وتعالى أن يحفظ هذا البلد من كيد الكائدين ، وأن يوفق المسلمين للرجوع إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى تحقيق العدل. وأن يعجل بفتح دور القرآن الكريم لمواصلة مسيرتها الإصلاحية المعتدلة بعد أن طالتها يد الظلم والحصار. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله أجمعين .


رئيس الجمعية : الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق